كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 49)

«شرح المتنبّي» ، «سرِقات الشُّعراء» ، «شرح الجزوليّ» [1] ، «البديع» ، وغير ذلك [2] .
وكان (....) [3] بالنَّحْو لا يُشَقُّ غُباره ولا يُجارى. أقرأ بإشبيليّة وبهريش، ومالقة، ولورَقة، ومرسية.
وولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة بإشبيليّة.
ومات بتونس في الرَّابع والعشرين من ذي القعدة [4] .
ولم يكن بذاك الورع في دِينه، تجاوز اللهُ عنّا وعنه، فممّا قاله ارتجالا:
لما تدنّسْتُ بالتّفريط في كِبَري ... وصِرتُ [5] مُغرًى بشُرب الرّاح واللَّعَسِ
رأيتُ أنَّ [6] خِضاب الشَّيْبِ أسْتر لي ... إنَّ البياض قليل الحمل للدَّنَسِ
ولابن عصفور من قصيدةٍ في فَرَس كميت:
هنيئا [7] بطرف إذا ما جرى ... ترى البرقَ يتعبُ في دائرهِ
مصغَّرُ لفظٍ، ولكنَّه ... يجلّ ويعظُمُ في قدرِهِ
قلت: كان بحرا في العربيّة [8] يُقرِئ الكُتُب الكِبار ولا يطالع عليها.
__________
[1] ويسمّى: «البديع شرح المقدّمة الجزولية» .
[2] وله «شرح الجمل» للزجّاجي، و «شرح الأشعار الستة، والضرائر الشعرية» .
[3] في الأصل بياض.
[4] رثاه القاضي ناصر الدين أحمد بن محمد المالكي المشهور بابن المنير قاضي الإسكندرية المتوفى سنة 683 هـ. بقوله:
أسند النحو إلينا الدّؤلي ... عن أمير المؤمنين البطل
بدأ النحو عليّ وكذا ... قل بحقّ ختم النحو علي
ووقع في الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 5 ق 1/ 414 انه توفي سنة تسع وخمسين وستمائة. وهذا غلط.
[5] وفي رواية أخرى: «ورحت» .
[6] وفي رواية: «أيقنت أنّ» .
[7] وفي رواية: «ميسا» .
[8] امتدحه أبو عمرو عثمان بن سعد بن عبد الرحمن المعروف بابن تولو القرشي المتوفى سنة

الصفحة 290