كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 49)

وكانت وفاته سادس ذي الحجّة.
359- محمد بْن عُمَر [1] بْن محمد بْن عليّ.
زين الدّين، أبو عبد الله بن الزَّقْزوق الأنصاريّ، الفاسيّ الأصل، المصريّ، الصُّوفيّ الكُتُبيّ.
وُلِد سنة سبْعٍ [2] وثمانين وخمسمائة بمصر.
وسمع بدمشق من: حنبل الرّصافيّ، وأبي القاسم بن الحَرَسْتانيّ.
سمع منه المصريّون. وروى عنه: الدّمياطيّ، وغيره.
ومات بالقاهرة في نصف رجب [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 28 أ، والوافي بالوفيات 4/ 262 رقم 1796، والمقفّى الكبير 6/ 428، 429 رقم 2919.
[2] في المقفّى الكبير 6/ 429 «سنة تسع» ، والمثبت يتفق مع: المقتفي، والوافي.
[3] قال الصفدي: ومن نظمه ما رواه الدمياطيّ في معجمه نقلته من خط الجزري المؤرّخ:
مرّ فقلنا من فنون به ... للَّه هذا من فتى نابه
فقال بعض القوم لما رنا ... للبعض: يا قوم فتنّا به
وقوله في مليح يرمي:
وساهم في فؤادي بدر تمّ ... فحاز فؤاد عاشقه بسهمه
وناضل من كنانته فأصمى ... بسهم جفونه من قبل سهمه
(الوافي بالوفيات) ومن شعره قوله:
أشكو إلى الله من دهري تقلّبه ... ومن صروف أحالت صبغة اللمم
فشبت منها وما إن شبت من هرم ... والشيب بالهمّ قبل الشيب بالهرم
وقوله:
شكا إليّ عذارا ظنّ أنّ به ... أودى الجمال وأنّ الحسن قد هلكا
فقلت: لا تخش منه، إنه فلك ... والبدر لا بدّ من أن يسكن الفلكا
وقوله:
وذي جمال شنّ غاراته ... بجيش حسن في لوا عارضيه
غارت عليه مقلتي أن ترى ... ديباجة الحسن على وجنتيه
فأرسلت أسودها حارسا ... إذ رأت الأبصار تهوي إليه
فقلت: يا أبصار عنه ارجعي ... هل خلت خالا في صفا صفحتيه
لا تحسبي خالا على خدّه ... بل هو إنساني رقيب عليه

الصفحة 316