كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 49)

وكتب الكثير، وحصّل، وكان حَسَن الفَهْم، له معرفة بالرّجال، مِن أفضل مَن بقي بالجبل.
بالَغ في الثّناء عليه تلميذه نجمُ الدّين ابن الخبّاز، وقال: كان ضابطا، متقِنًا ورِعًا، حافظا لأسماء الرّجال، مجتهدا على فعل الخير، مُفِيدًا للطَّلَبة، يمشي إلى الطّالب ويفيده ويعارض معه، انتفعتُ به جدّا، وأحسنَ إليَّ ونَصَحني في دِيني ودُنياي، وما رأت عيناي بعد شيخنا ضياء الدّين مثله وسمعتُ بقراءته في سنة تسعٍ وثلاثين على عبد الحقّ بن خَلَف، وغيره. وأسمع الحديث مدّة بدار الحديث الأشرفية الّتي بالجبل، وكان ورِعًا ديِّنًا، عاملا، قليل الرّغبة في الدنيا، كثير التّعفُّف [1] .
قلت: روى عنه: هو، والدِّمياطيّ، والقاضي تقيّ الدّين، وابن الزّرّاد، وآخرون ثمّ ظفرتُ بمولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وستّمائة [2] .
ومات في النصف من ذي الحجّة، ولم يستكمل السِّتّين.
وفي كنْيته أقوال، وهي: أبو الفَرَج [3] ، وقيل: أبو محمد، وأبو القاسم.
18- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُرْهَف [4] بْن عَبْد اللَّه بن يحيى بن عبد المجيد
__________
[1] وقرأ ابن العز في مجلس الشيخة كريمة حفيدة ابن أبي ذرّ الصوري «مسند عبد الله بن عمر» ، فسمعه بقراءته: سليمان، وداود، ومحمد، وبنو حمزة بن أحمد، وإبراهيم، وعيسى ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار، وابنه أخيهما فاطمة بنت عبد الله، وذلك في العشر الأخير من شهر رمضان سنة 637، كما كتب المسند المذكور بخطّه. (مسند عبد الله بن عمر 51 و 55) .
[2] هكذا في ذيل مرآة الزمان 2/ 218.
[3] ذيل مرآة الزمان 2/ 218.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن مرهف) في: صلة التكملة للحسيني 2/ ورقة 71، وتذكرة الحفاظ 4/ 1453، والإشارة إلى وفيات الأعيان 359، ومعرفة القراء الكبار 2/ 659 رقم 627، والإعلام بوفيات الأعلام 276، والعبر 5/ 265 وذيل التقييد للفاسي 2/ 102 رقم 1235، والوافي بالوفيات 18/ 266 رقم 323، والمقفى الكبير 4/ 100 رقم 1467، وغاية النهاية 1/ 379، 380/ رقم 1618، ونهاية الغاية، ورقة 93، وحسن المحاضرة 1/ 501، وشذرات الذهب 5/ 306، وتوضيح المشتبه 1/ 328.

الصفحة 77