كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 50)

سنة خمس وسبعين وستمائة
[نزول السلطان على حارم]
فِي أوّلها دخل السّلطان دمشق، من الكرك، فبعث بدر الدّين الأتابكيّ فِي ألفٍ إِلَى الرّوم، فوصلوا إِلَى البُلُسْتَيْن [1] ، فصادفوا بها جماعة من عسكر الرّوم، فبعثوا إِلَى بدْر الدّين بإقامات وخدموه، وسألوه أن يقتل التّتر الّذين بالُبلُسْتَيْن، ويصيروا معه إِلَى السّلطان، فأخذهم معه، ووافوا السّلطان على حارم، فأكرم مَوْردهم [2] ، ثُمَّ بعث الأمير حسام الدّين بيجار إِلَى مصر، فخرج الملك السّعيد لتلقَّيه، ثُمَّ قدِم على السّلطان ضياءُ الدّين ابن الخطير، ورجع السّلطان إِلَى مصر بعد ذلك [3] .
[مقتل ابن الخطير]
وحضر إِلَى الرّوم طائفةٌ كبيرة من المغول، فقتلوا شرف الدّين ابن الخطير، وبعثوا برأسه إِلَى قُونية [4] ، وقُتِل معه جماعةٌ من الأمراء والتُّركُمان، وذلك لأنّ ابن الخطير شرع يفرّق العساكر، وأذِن لهم فِي نهْب مَن يجدونه من التّتار وقتلهم.
__________
[1] البلستين: وتسمّى: الأبلستين. وهي مدينة مشهورة في بلاد الروم، قريبة من آبس مدينة أصحاب الكهف. (معجم البلدان) .
[2] تاريخ الملك الظاهر 154، 155، ذيل مرآة الزمان 3/ 165، النهج السديد، ورقة 50 أ، الدرّة الزكية 189، السلوك ج 1 ق 2/ 625، التحفة الملوكية 84، 85.
[3] حسن المناقب، ورقة 143 أ، المختصر في أخبار البشر 3/ 9، الدرّة الزكية 189.
[4] تاريخ الملك الظاهر 163، 164، ذيل مرآة الزمان 3/ 173، النهج السديد، ورقة 196، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11، الجوهر الثمين 2/ 78، عيون التواريخ 21/ 90.

الصفحة 20