كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 50)
ألف، ومقدَّم الكُلّ النُّوِين [1] تناون [2] ، وعزلوا عَنْهُمْ عسكر الرّوم خوفا من مخامرتهم، فَلَمَّا التقى الجمعان حملت ميسرة التّتار فصدمت سناجق السّلطان، ودخلت طائفةٌ منهم، وحملوا على الميمنة، فَلَمَّا رَأَى ذلك السّلطان ردَفهم بنفسه وخاصكيّته، ثُمَّ رَأَى ميسرَته قد اضطربت، فردَفَها بطائفة، ثُمَّ حمل بالجيش حملة واحدة على التّتار، فترجّلوا وقاتلوا أشدّ قتال، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وانهزم الباقون فِي الجبال والوعر، فأحاطت بهم العساكر المنصورة، فقاتلوا حَتَّى قُتِلَ أكثرهم، وقُتِل من المسلمين جماعة، منهم الأمير ضياء الدّين ابن الخطير، وشرف الدّين قيران العلّانيّ، وعزّ الدّين أخو المحمّديّ، وسيف الدّين قلنجق [3] الشّشنْكِير [4] ، وعزّ الدّين أَيْبَك الشَّقِيفيّ [5] .
وأُسِر خلقٌ من التّتار، فمنهم على ما ذكر الملكٌ المؤيَّدُ [6] : سيف الدّين سلّار، وسيف الدّين قبجق، وسنذكر من أخبارهما.
ونجا البَرَواناه، وساق إِلَى قيصريّة، وذلك فِي ذي القعدة. واجتمع بصاحب الرّوم غياث الدّين وأعيان الدّولة وأخبرهم بكسرة التّتار، فاجتمع رأيهم على الانتقال إِلَى دوقات خوفا من مرور التّتار بهم وأذيّتهم [7] .
__________
[1] النّوين: بضمّ النون المشدّدة وكسر الواو.
[2] ويكتب: «تناوون» ، وفي الدرّة الزكية 198 «تتاوون» ، ومثله في السلوك ج 1 ق 2/ 628.
[3] في ذيل مرآة الزمان 3/ 177 «قلعق» ، وفي النهج السديد 55 ب، والدرّة الزكية 199 «قليج» ، وفي السلوك «قفجاق» .
[4] ويكتب: «الجاشنكير» .
[5] في النهج السديد «السنقزي» ، وفي الدرّة الزكية: «السقسيني» .
[6] في المختصر في أخبار البشر 4.
[7] تاريخ الملك الظاهر 169- 174، الروض الزاهر 456- 463، النهج السديد 54 ب- 56 أ، ذيل مرآة الزمان 3/ 175- 178، الدرّة الزكية 198- 200، تاريخ الدولة التركية، ورقة 11 و 12، المختصر في أخبار البشر 4/ 9، نهاية الأرب 30/ 350- 353، دول الإسلام 2/ 176، العبر 5/ 304، المختار من تاريخ ابن الجزري 285، درّة الأسلاك 1/ ورقة 49، تاريخ ابن الوردي 2/ 223، 224، البداية والنهاية 13/ 271، عيون التواريخ 21/ 91، تاريخ ابن خلدون 5/ 393، السلوك ج 1 ق 2/ 625، عقد الجمان (2) 153،
الصفحة 24