كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 51)

[تاريخ طرابلس قبل الفتح]
ونقل العدْل شمس الدّين الْجَزَريُّ فِي «تاريخه» [1] قَالَ: قدم بطْريق وجماعته فِي أيّام عَبْد الملك بْن مروان فطلب أن يقيم بطرابلُس ويؤدّى الجزية، فأُجيب. فلبث بها مدّة سنتين، وتوثَّب بها، فقتل طائفة من اليهود، وأسر طائفة من الْجُنْد، وهرب لمّا لم يتمّ لَهُ الأمر فظفر بِهِ عَبْد الملك فصلبه. ثمّ لم تزل فِي أيدي المسلمين إلى أنْ ملكها ابن عمّار [2] ، إلى أن مات سنة اثنتين وتسعين [3] وأربعمائة، ومَلَكها بعده أخوه فخرُ المُلْك. فَلَمَّا أخذت الفرنج أنطاكية في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، نزل الملك صَنْجيل بجُموعه عليها، واسمه ميمون [4] ، نازلها فِي سنة خمسٍ وتسعين، وعمّر قبالتها حصنا [5] ، وضايقها مدّة، ثمّ خرج صاحبها يستنجد في سنة إحدى وخمسمائة، فاستناب ابن عمّه [6] أَبَا المناقب [7] ، ورتّب معه سعدَ الدّولة فتيان بْن الأعزّ [8] ، فجلس يوما فشرع يهذي ويتجنّن، فنهاه سعد الدّولة فرماه بالسّيف فقتله، فأمسكه الأمراء [9] ، ونادوا بشعار الأفضل أمير الجيوش سلطان
__________
[1] المختار من تاريخه 329.
[2] هو جلال الملك علي بن محمد بن عمّار.
[3] في الأصل وفي المختار: «اثنتين وسبعين» وهذا وهم، والصواب ما أثبتناه. انظر كتابنا:
لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين- القسم السياسي- ص 178 بالمتن والحاشية.
[4] هو «ريموند دي سان جيل «الصنجيلي» .
[5] انظر عن الحصن في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية- القسم السياسي- ص 211- 214 وفيه مصادر كثيرة عن بنائه.
[6] في تاريخ سلاطين المماليك 247 «عمّه» .
[7] وقيل: «ذو المناقب» . (الكامل في التاريخ (بتحقيقنا) 8/ 558 طبعة دار الكتاب العربيّ 1977) .
[8] وقيل: «ابن الأغر» (الدرّة الزكية 285) ، ووقع «ابن الأعسر» في (الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 109) ، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الفرات 8/ 77.
[9] وسجن في حصن الخوابي. (ذيل تاريخ دمشق 161، مرآة الزمان (مخطوط) ج 12 ق 3/ 260 ب، الكامل في التاريخ 8/ 558، تاريخ سلاطين المماليك 247) .

الصفحة 32