كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 51)

أشدّ قتال، وتخطّفوا خمسة من المسلمين ورموهم من أعلى البرج، فسلم واحدٌ ومات أربعة. وأُخِذ هذا البرج يوم الثّلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى بالأمان. وكان قد نُقب وعلْق من نواحيه، فلمّا نزل منه وحوّل أكثر ما فِيهِ سقط عَلَى جماعة من المتفرّجين والّذين ينهبون فهلكوا.
ثمّ عزل السلطان الحريم والولدان، وضرب رقاب الرّجال ولم يف لهم، وهذا مكافأة لفعلهم حين أخذوا عكّا من السّلطان صلاح الدّين فإنّهم- أعني الفرنج- أمّنوا من بها من المسلمين، ثمّ غدروا بهم، وقتلوا أكثرهم، وأسروا الأمراء وباعوهم فسلّط اللَّه عَلَى ذرّياتهم من انتقم منهم وغدر بهم جزاء وفاقا، فيا للَّه العجب. وأعجب من ذَلِكَ أنّ الفرنج أخذوا عكّا فِي يوم الجمعة سابع عشر شهر فِي الثّالثة من النهار من شهر جمادى الآخرة، كما ذكرناه فِي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ثمّ افتتحها المسلمون بعد مائة سنة وثلاث سنين إلا شهر واحد [1] .
[تاريخ عكا قبل الفتح]
وفي سنة سبع وستّين وأربعمائة افتتح أمير التُّركمان عكّا، ثمّ عادت إلى
__________
[1] خبر (فتح عكا) في: الفضل المأثور 177، 178، وتاريخ الزمان 366، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 168 ب، 171 ب، والتحفة الملوكية 126، 127، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، 25، وتاريخ حوادث الزمان، لابن الجزري 1/ 45، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339- 341، والدرّة الزكية 308- 322، وتاريخ سلاطين المماليك 1- 7، ودول الإسلام 2/ 189- 191، والعبر 5/ 364، 365، ونهاية الأرب 31/ 197 وما بعدها، وتاريخ ابن الوردي 2/ 235، 236، ومرآة الجنان 4/ 209، والبداية والنهاية 13/ 320، 321، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومآثر الإنافة 2/ 122، والجوهر الثمين 2/ 110، وعيون التواريخ 23/ 71، 72، وتاريخ ابن خلدون 5/ 404، والسلوك ج 1 ق 3/ 764- 767، وعقد الجمان (3) 54- 67 و 72- 75، ومشارع الأشواق لابن النحاس 2/ 948، 949، والنجوم الزاهرة 8/ 5- 11، وتاريخ ابن سباط 1/ 495- 498، وتاريخ الأزمنة 267، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 368، 369، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113 و 119، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 أ- 171 أو 173 ب، 174 أ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، ومنتخب الزمان 2/ 367.

الصفحة 47