كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 51)

فتح صيدا
سار عسكر دمشق فنازلوا صيدا، وأمّا ملك الأمراء الشُّجاعيّ فأتى فِي خدمة السّلطان، ثمّ رجع إلى صيدا، ثمّ افتتحها، فاستولى من بها من المقاتلة عَلَى برج، وتحصّنوا بِهِ، وكان لا يصل إلَيْهِ حجر منجنيق، فضايقه الشّجاعيّ فِي ثامن رجب، وفتحه يوم السّبت خامس عشر رجب، بحكم الّذين فِيهِ نزلوا منه وانتقلوا إلى الجزيرة المجاورة لصيدا، ثمّ إنّهم أحرقوا الجزيرة بما فيها فِي ثامن عشر رجب، وساروا فِي البحر إلى قبرس. ثمّ علّق المسلمون أبراج القلعة وأحرقوها ودكّوها [1] .
[الاستيلاء عَلَى مراكب الفرنج عند البترون]
وكانت الشّواني الإسلاميّة قد حضرت من اللّاذقية، فلما وصلت إلى ميناء البَتْرُون مرّ بها الّذين هربوا من صيدا فِي المراكب، وظنّوها للفرنج، فعرّجوا إليهم، ثمّ تبيّن لهم أنّهم مسلمون، فهربوا، فتبعهم الأمير بلبان التَّقَويّ بالشّواني، فاستولى عليهم قتْلًا وأسْرًا ونهبا، واستنقذ الّذين معهم من الأسرى، وكان ذَلِكَ من غرائب ما اتّفق [2] .
فتح بيروت
كَانَ أهل بيروت متمسّكين بالهدنة، لكنْ بدا منهم شيء يسير، وهو
__________
[1] خبر (فتح صيدا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 172 أ، والتحفة الملوكية 128، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ونهاية الأرب 31/ 199، والدرة الزكية 310، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 46، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339، والبداية والنهاية 3/ 321، وتذكرة النبيه 1/ 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، وتاريخ بيروت 23، والإعلام والتبيين 71، 72، والنجوم الزاهرة 8/ 10، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 387، 388، ودول الإسلام 2/ 191، ومرآة الجنان 4/ 209، ومنتخب الزمان 2/ 368، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113 و 121.
[2] ينقل المؤلّف- رحمه الله تعالى- هذا الخبر. عن ذيل مرآة الزمان لليونيني ج 4/ ورقة 5.

الصفحة 50