أنّهم آووا المنهزمين من الفرنج، وأمرهم عَلَمُ الدّين الشّجاعيّ بضمّ مراكبهم إلى مراكب المسلمين، فخافوا وامتنعوا، فأمر الشّجاعيّ الأميرَ التَّقَويّ بحفظ الميناء وضبْط مائه من المراكب، وجاء الشُّجاعيّ بالجيش من جانب البرّ، فدخل المدينة وأخرجهم منها، واستولى عَلَى القلعة وما فيها. وذلك فِي الثّالث والعشرين من رجب.
وكانت القلعة امتنعت عَلَيْهِ قليلا، فوقع الحديث مَعَ كليام النّائب بها، فأجاب وسلّم، وأسر كلّ من كَانَ بالبلد والقلعة من الخيّالة والمقاتلة. وكانت من القلاع المنيعة، فهدمها الشُّجاعيّ [1] .
فتح جُبَيْل
وكان صاحبها عند الملك المنصور نَوْبةَ طرابُلُس، وبقي بجُبَيل، فلمّا أُخِذت عكّا رسم لَهُ بأن يخرّب قلعة جُبَيل، ثمّ ندب الأمير عَلَمَ الدّين الدّواداريّ فسار إليها وأخرب أسوارها، وأذهب حصانتها، وهدمها [2] .
فتح عثليث
وهو حصن مشهور يُضرب لحصانته المثل، والبحر يكتنفه من جميع
__________
[1] خبر (فتح بيروت) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ، ونهاية الأرب 31/ 212، وتاريخ سلاطين المماليك 1، وتاريخ حوادث الزمان 54، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، والدرّة الزكية 312، ومنتخب الزمان 2/ 368، وعيون التواريخ 23/ 81، والبداية والنهاية 13/ 321، وتاريخ بيروت 23، 24، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، وتاريخ ابن الفرات 8/ 121، والإعلام والتبيين 72، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، والنجوم الزاهرة 8/ 10، ومرآة الجنان 4/ 209.
وقد ذكر البطريرك الماروني «إسطفان الدويهي» تبريرا لفعلة الأمير سنجر من قتله لأهل بيروت من الفرنج فقال إنهم كانوا عملوا حيلة على أمراء الغرب التنوخيين الذين يسكنون بالقرب منهم حتى أوقعوهم وقتلوا أكثرهم غدرا، فكان ما فعله الأمير سنجر انتقاما للأمراء التنوخيين. (تاريخ الأزمنة 268، 269، لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 389) .
[2] خبر (جبيل) في: تاريخ سلاطين المماليك 2، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 55، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومنتخب الزمان 2/ 367، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، ودول الإسلام 2/ 197.