فمن كَانَ مبدؤه عكّا وصور معا ... فالصّين أدنى إلى كفَّيْهِ من حَلَبِ [1]
وله من قصيدةٍ أخرى فِي عكّا مدح بها الشّجاعيّ:
الشَّرْك انجلى وانْجَلَتْ ظُلُماتُهُ ... والدّين قرّ وأشرقت قَسَمَاتُه
والنّصر ألْوت بالفِرَنْج رياحه [2] ... من بعد ما فَتكَتُ بهم نَسَماتُه [3]
هذا الّذي كانت تحيله المنى ... وتحيله قدم العِدَى وثباتُه
هذا الَّذِي كَانَ الرّجاء ببعضه ... بعد النُّفوس ولا تصحّ عداته
هبّ الزّمان من الكرى من بعد ما ... طالت سنيُّ رقادِه وسِناتُه
ما كَانَ يحسُّن أن يجاور نا العِدى ... لو زال عن جَفْن الجهاد سُباتُه
والآن قد ذهَبَتْ بحمد اللَّه ... عَنْ أرض الشّام عِداتُنا وعِداتُه
وتفرّقت أيدي سَبَأ وسِباهمُ ... جُمعتْ برغمهم لنا أشتاتُه
منها:
بانوا فما بكت السّماءُ عليهم ... فِي رَبْعهم بل أُحرِقَتْ عَرَصاتُه
ونَمَى إلى صور الحديثُ ببحرهم ... إذ خُلِّقت بدمائهم صفحاتُه
وهي مائة وخمسون بيتا.
__________
[1] القصيدة أو بعضها في: الحوادث الجامعة 223، 224، وتاريخ سلاطين المماليك 5- 7، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 61- 66، والمختار من تاريخ ابن الجزري 344- 346، والدرة الزكية 315- 320، وتاريخ مغلطاي 4- 7، ونهاية والأرب 31/ 203- 208، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 92 أ، وتذكرة النبيه 1/ 138، 139، وفوات الوفيات 1/ 410- 413، وعيون التواريخ 23/ 72- 79، والبداية والنهاية 3/ 322، وعقد الجمان (3) 72- 74، وتاريخ ابن الفرات 8/ 115- 118.
[2] في المختار: «رماحه» .
[3] المثبت يتفق مع المختار. أمّا في المصادر الأخرى: «بسماته» .