كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال (اسم الجزء: 5)

وَقَال زكريا بْن أَبي زائدة، عن الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها مُحَمَّد بْن جعفر، ومحمد بْن أَبي بكر، فَقَالَ كل واحد منهما: أنا خير منك، وأبي خير من أبيك فَقَالَ علي: اقضي بينهما يا أسماء، فقالت (1) : ما رأيت شابا من العرب كَانَ خيرا من جعفر، ولا رأيت كهلا كَانَ خيرا من أبي بكر، فَقَالَ علي: ما تركت لنا شيئا، ولو قلت غير هذا لمقتك، فقالت أسماء: والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار (2) .
وَقَال مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ (3) : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَن أَبِيهِ، قال: حَدَّثني أبي الذي أرضعني، وكَانَ أحد بني مرة بْن عوف، قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر بْن أَبي طالب يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء، فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل (4) .
قال ابن إسحاق: فهو أول من عقر في الإسلام وهو يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها • طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها (5) • علي إن لا قيتها ضرابها
__________
(1) شطح قلم ابن المهندس فكتب"فقال.
(2) أخرجه ابْنَ سَعْدٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْن نمير ومحمد بْن عُبَيد، قالا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبي زَائِدَةَ، عن عامر (4 / 41) ورجاله ثقات.
(3) سيرة ابن هشام: 2 / 378.
(4) إسناده قوي، وأخرجه أبو داود (2573) في الجهاد، باب في الدابة تعرقب في الحرب، وابن سعد: 4 / 37، وأبو نعيم في الحلية: 1 / 118. وذكره ابن حجر في فتح الباري 7 / 511 وعزاه إلى أحمد والنَّسَائي وصححه ابن حبان. وانظر البداية لابن كثير: 3 / 466 465، وأسد الغابة والاصابة وغيرهما.
(5) بعد هذا في سيرة ابن هشام: كافرة بعيدة أنسابها.

الصفحة 58