كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال (اسم الجزء: 13)

وَقَال خَالِد بْن نزار، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن طاووس، قال: كنت أطوف معه، فذكر وحلف، ما رأيت أحدا من الناس، أحسن صوتا بالقرآن من طلق بن حبيب، وكان ممن يخشى الله.
وَقَال عاصم الأحول، عن بكر بْن عَبد اللَّهِ المزني: لما كانت فتنة ابن الأشعث، قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى. فقيل له: صف لنا التقوى، فقال: التقوى، العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء رحمة الله، والتقوى، ترك معاصي الله، على نور من الله، مخافة عذاب الله (1) .
وَقَال جعفر بْن سُلَيْمان، عن عوف الأعرابي: سمعت طلق بن حبيب، يقول: في موعظته: يا ابن آدم، إن الدنيا ليست لك بدار، إلا عن قليل، فإنك لا تلوذ فيها بحريم، فلا تستبق من نفسك باقيا، الله الله في السر المفضى بخ إليه (2) .
وَقَال مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن طلق بن حبيب: إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعمه أكبر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين (3) .
وَقَال ابن وهب، عن مالك: بلغني أن طلق بن حبيب كان من العباد، وكان برا بأمه، وأنه دخل عليها يوما، فإذا هي تبكي من امرأته، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت له: يا بني أنا أظلم منها، وأنا بدأتها وظلمتها، فقال لها: صدقت، ولكن لا تطيب نفسي أن أحتبس امرأة بكيت منها.
__________
(1) انظر حلية الاولياء: 3 / 64.
(2) نفسه.
(3) انظر حلية الاولياء: 3 / 65.

الصفحة 453