كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 1)

النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تَفصِّيا من الإبل في عقلها " . وهكذا رواه مسلم عن أبي كريب محمد بن العلاء وعبد الله بن برادٍ (13) الأشعري، كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة به (14) .
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا موسى بن علي:
__________
(1) صحيح البخاري برقم (5032).
(2) سنن الترمذي برقم (4922).
(3) سنن النسائي (2/ 154).
(4) صحيح البخاري (9/ 79) "فتح".
(5) صحيح مسلم برقم (790).
(6) في جـ: "عبيدة".
(7) سنن النسائي الكبرى برقم (10560).
(8) صحيح مسلم برقم (790).
(9) صحيح البخاري برقم (5039) وسنن النسائي الكبرى برقم (8042).
(10) سنن النسائي الكبرى برقم (10564).
(11) مسند أبي يعلى (9/ 69).
(12) قال القرطبي: معنى التثقيل: أنه عوقب بوقوع النسيان عليه التفريط في معاهدته واستذكاره. ومعنى التخفيف: أن الرجل ترك غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم) [التوبة: 67] أي: تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة.
(13) في جـ: "بردة".
(14) صحيح البخاري برقم (5033) وصحيح مسلم برقم (791).
سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] (1) " تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل " (2) .
ومضمون هذه الأحاديث الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان (3) فإن ذلك خطر كبير، نسأل الله العافية منه، فإنه قال الإمام أحمد:
حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه عن ذلك الغل إلا العدل، وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم القيامة يلقاه وهو أجذم " (4) .

الصفحة 102