كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 7)

صَلِّي اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اِخْتَصَمَتْ الْجَنَّة وَالنَّار فَقَالَتْ الْجَنَّة مَا لِي لَا يَدْخُلنِي إِلَّا ضُعَفَاء النَّاس وَسَقَطهمْ وَقَالَتْ النَّار أُوثِرْت بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَم بِك مَنْ أَشَاء وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أَنْتَقِم بِك مِمَّنْ أَشَاء وَلِكُلِّ وَاحِدَة مِنْكُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا الْجَنَّة فَلَا يَزَال فِيهَا فَضْل حَتَّى يُنْشِئ اللَّه لَهَا خَلْقًا يَسْكُن فَضْل الْجَنَّة وَأَمَّا النَّار فَلَا تَزَال تَقُول هَلْ مِنْ مَزِيد حَتَّى يَضَع عَلَيْهَا رَبّ الْعِزَّة قَدَمَهُ فَتَقُول قَطْ قَطْ وَعِزَّتك " .
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ

يَقُول تَعَالَى وَكُلّ أَخْبَار نَقُصّهَا عَلَيْك مِنْ أَنْبَاء الرُّسُل الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ قَبْلك مَعَ أُمَمهمْ وَكَيْفَ جَرَى لَهُمْ مِنْ الْمُحَاجَّات وَالْخُصُومَات وَمَا اِحْتَمَلَهُ الْأَنْبِيَاء مِنْ التَّكْذِيب وَالْأَذَى وَكَيْف نَصَرَ اللَّه حِزْبه الْمُؤْمِنِينَ وَخَذَلَ أَعْدَاءَهُ الْكَافِرِينَ كُلّ هَذَا مِمَّا نُثَبِّت بِهِ فُؤَادك أَيّ قَلْبك يَا مُحَمَّد لِيَكُونَ لَك بِمَنْ مَضَى مِنْ إِخْوَانك الْمُرْسَلِينَ أُسْوَة وَقَوْله " وَجَاءَك فِي هَذِهِ الْحَقّ " أَيّ هَذِهِ السُّورَة قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَجَمَاعَة مِنْ السَّلَف وَعَنْ الْحَسَن فِي رِوَايَة عَنْهُ وَقَتَادَةَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَالصَّحِيح فِي هَذِهِ السُّورَة الْمُشْتَمِلَة عَلَى قَصَص الْأَنْبِيَاء وَكَيْفَ أَنْجَاهُمْ اللَّه وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ وَأَهْلَكَ الْكَافِرِينَ جَاءَك فِيهَا قَصَص حَقّ وَنَبَأ صِدْق وَمَوْعِظَة يَرْتَدِع بِهَا الْكَافِرُونَ وَذِكْرَى يَتَذَكَّر بِهَا الْمُؤْمِنُونَ .
وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121)
وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ

يَقُول تَعَالَى آمِرًا رَسُوله أَنْ يَقُول لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ رَبّه عَلَى وَجْه التَّهْدِيد" اِعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ " أَيْ عَلَى طَرِيقَتكُمْ وَمَنْهَجكُمْ" إِنَّا عَامِلُونَ " أَيْ عَلَى
492@@@

الصفحة 491