كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 8)
بِهِمْ فَأُلْقُوا وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى بَلَغَ رَضِيعًا فِيهِمْ فَقَالَ يَا أُمَّهْ قَعِي وَلَا تَقَاعَسِي فَإِنَّك عَلَى الْحَقّ " قَالَ وَتَكَلَّمَ أَرْبَعَة فِي الْمَهْد وَهُمْ صِغَار هَذَا وَشَاهِد يُوسُف وَصَاحِب جُرَيْج وَعِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام إِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ " طَرِيق أُخْرَى " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد أَيْضًا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر وَرَوْح بْن الْمُعِين قَالَا حَدَّثَنَا عَوْف عَنْ زُرَارَة بْن أَوْفَى عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمَّا كَانَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِي فَأَصْبَحْت بِمَكَّة فَظِعْت وَعَرَفْت أَنَّ النَّاس مُكَذِّبِيَّ" فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا فَمَرَّ بِهِ عَدُوّ اللَّه أَبُو جَهْل فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ هَلْ كَانَ مِنْ شَيْء ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَعَمْ " قَالَ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ " إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَة " قَالَ إِلَى أَيْنَ ؟ قَالَ " إِلَى بَيْت الْمَقْدِس " قَالَ ثُمَّ أَصْبَحْت بَيْن ظَهْرَانَيْنَا ؟ قَالَ" نَعَمْ " قَالَ فَلَمْ يَرَ أَنْ يُكَذِّبهُ مَخَافَة أَنْ يَجْحَد الْحَدِيث إِنْ دَعَا قَوْمه إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَأَيْت إِنْ دَعَوْت قَوْمك أَتُحَدِّثُهُمْ بِمَا حَدَّثْتنِي فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَعَمْ " فَقَالَ يَا مَعْشَر بَنِي كَعْب بْن لُؤَيّ قَالَ فَانْفَضَّتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِس وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا قَالَ حَدِّثْ قَوْمك بِمَا حَدَّثْتنِي فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي أُسْرِيَ بِي
412@@@
الصفحة 411