كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 8)

إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ

لَمَّا جَهَّزَهُمْ وَحَمَّلَ لَهُمْ أَبْعِرَتهمْ طَعَامًا أَمَرَ بَعْض فِتْيَانه أَنْ يَضَع السِّقَايَة وَهِيَ إِنَاء مِنْ فِضَّة فِي قَوْل الْأَكْثَرِينَ وَقِيلَ مِنْ ذَهَب قَالَ اِبْن زَيْد كَانَ يَشْرَب فِيهِ وَيَكِيل لِلنَّاسِ بِهِ مِنْ عِزَّة الطَّعَام إِذْ ذَاكَ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد وَقَالَ شُعْبَة عَنْ أَبِي بِشْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس صُوَاع الْمَلِك قَالَ : كَانَ مِنْ فِضَّة يَشْرَبُونَ فِيهِ وَكَانَ مِثْل الْمَكُّوك وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ مِثْله فِي الْجَاهِلِيَّة فَوَضَعَهَا فِي مَتَاع بِنْيَامِين مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُر أَحَد ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ بَيْنهمْ " أَيَّتهَا الْعِير إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" فَالْتَفَتُوا إِلَى الْمُنَادِي .
قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)
قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ

وَقَالُوا " مَاذَا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِد صُوَاع الْمَلِك " أَيْ صَاعه الَّذِي يَكِيل بِهِ " وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْل بَعِير " وَهَذَا مِنْ بَاب الْجَعَالَة " وَأَنَا بِهِ زَعِيم " وَهَذَا مِنْ بَاب الضَّمَان وَالْكَفَالَة .
قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)
وَقَالُوا " مَاذَا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِد صُوَاع الْمَلِك " أَيْ صَاعه الَّذِي يَكِيل بِهِ " وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْل بَعِير " وَهَذَا مِنْ بَاب الْجَعَالَة " وَأَنَا بِهِ زَعِيم" وَهَذَا مِنْ بَاب الضَّمَان وَالْكَفَالَة .
)
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ

لَمَّا اِتَّهَمَهُمْ أُولَئِكَ الْفِتْيَان بِالسَّرِقَةِ قَالَ لَهُمْ إِخْوَة يُوسُف " تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا
59@@@

الصفحة 58