كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 9)

يَلْعَبُونَ بِالشِّطْرَنْجِ فَقَالَ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيل الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ؟ لَأَنْ يَمَسّ أَحَدكُمْ جَمْرًا حَتَّى يُطْفَأ خَيْر لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسّهَا .
قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ

" قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ " لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حُجَّة سِوَى صَنِيع آبَائِهِمْ الضَّلَال .
قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54)
قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

وَلِهَذَا قَالَ " لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَال مُبِين " أَيْ الْكَلَام مَعَ آبَائِكُمْ الَّذِينَ اِحْتَجَجْتُمْ بِصَنِيعِهِمْ كَالْكَلَامِ مَعَكُمْ فَأَنْتُمْ وَهُمْ فِي ضَلَال عَلَى غَيْر الطَّرِيق الْمُسْتَقِيم فَلَمَّا سَفَّهَ أَحْلَامهمْ وَضَلَّلَ آبَاءَهُمْ وَاحْتَقَرَ آلِهَتهمْ .
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55)
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ

قَالُوا أَجِئْتنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنْ اللَّاعِبِينَ " يَقُولُونَ هَذَا الْكَلَام الصَّادِر عَنْك تَقُولهُ لَاعِبًا أَوْ مُحِقًّا فِيهِ فَإِنَّا لَمْ نَسْمَع بِهِ قَبْلك .
قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56)
قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ

" قَالَ بَلْ رَبّكُمْ رَبّ السَّمَوَات وَالْأَرْض الَّذِي فَطَرَهُنَّ " أَيْ رَبّكُمْ الَّذِي لَا إِلَه غَيْره وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا حَوَتْ مِنْ الْمَخْلُوقَات الَّذِي اِبْتَدَأَ خَلْقهنَّ وَهُوَ الْخَالِق لِجَمِيعِ الْأَشْيَاء " وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ" أَيْ وَأَنَا أَشْهَد أَنَّهُ لَا إِلَه غَيْره وَلَا رَبّ سِوَاهُ .
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ

ثُمَّ أَقْسَمَ الْخَلِيل قَسَمًا أَسْمَعَهُ بَعْض قَوْمه لَيَكِيدَنَّ أَصْنَامهمْ أَيْ لَيُحَرِّضَنَّ عَلَى أَذَاهُمْ وَتَكْسِيرهمْ بَعْد أَنْ يُوَلُّوا مُدْبِرِينَ أَيْ إِلَى عِيدهمْ وَكَانَ لَهُمْ عِيد يَخْرُجُونَ إِلَيْهِ قَالَ السُّدِّيّ : لَمَّا اِقْتَرَبَ وَقْت ذَلِكَ الْعِيد قَالَ أَبُوهُ يَا بُنَيّ لَوْ خَرَجْت مَعَنَا إِلَى عِيدك لَأَعْجَبَك دِيننَا فَخَرَجَ مَعَهُمْ فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيق أَلْقَى نَفْسه إِلَى الْأَرْض
413@@@

الصفحة 412