كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 11)

" .
وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)
وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ

وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنهمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاط فَأَنَّى يُبْصِرُونَ " قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي تَفْسِيرهَا يَقُول وَلَوْ نَشَاء لَأَضْلَلْنَاهُمْ عَنْ الْهُدَى فَكَيْفَ يَهْتَدُونَ وَقَالَ مَرَّة أَعْمَيْنَاهُمْ وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَطَمَسَ عَلَى أَعْيُنهمْ فَجَعَلَهُمْ عُمْيًا يَتَرَدَّوْنَ وَقَالَ السُّدِّيّ يَقُول وَلَوْ نَشَاء أَعْمَيْنَا أَبْصَارهمْ وَقَالَ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاط يَعْنِي الطَّرِيق وَقَالَ اِبْن زَيْد يَعْنِي بِالصِّرَاطِ هَهُنَا فَأَنَّى يُبْصِرُونَ وَقَدْ طَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنهمْ وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا " فَأَنَّى يُبْصِرُونَ " لَا يُبْصِرُونَ الْحَقّ .
وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)
وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ

وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ " وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتهمْ " قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَهْلَكْنَاهُمْ وَقَالَ السُّدِّيّ يَعْنِي لَغَيَّرْنَا خَلْقهمْ وَقَالَ أَبُو صَالِح لَجَعَلْنَاهُمْ حِجَارَة وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَقَتَادَة لَأَقْعَدَهُمْ عَلَى أَرْجُلهمْ وَلِهَذَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " فَمَا اِسْتَطَاعُوا مُضِيًّا " أَيْ إِلَى أَمَام " وَلَا يَرْجِعُونَ " إِلَى وَرَاء بَلْ يَلْزَمُونَ حَالًا وَاحِدًا لَا يَتَقَدَّمُونَ وَلَا يَتَأَخَّرُونَ .
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ اِبْن آدَم أَنَّهُ كُلَّمَا طَالَ عُمْره رُدَّ إِلَى الضَّعْف بَعْد الْقُوَّة وَالْعَجْز بَعْد النَّشَاط كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " اللَّه الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْف ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْد ضَعْف قُوَّة ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْد قُوَّة ضَعْفًا وَشَيْبَة يَخْلُق مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيم الْقَدِير " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر لِكَيْلَا يَعْلَم مِنْ بَعْد عِلْم شَيْئًا"
376@@@

الصفحة 375