كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 12)

.
وَرَوَاهُ اِبْن عَسَاكِر مِنْ طَرِيق زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الْمَدَنِيّ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس مَوْقُوفًا وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق أَخْبَرَنَا عِمْرَان أَبُو الْهُذَيْل أَخْبَرَنِي تَمِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ : قَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ سَبّه وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَدْله وَتَنْزِيهه نَفْسه عَنْ اللَّعِب وَالْعَبَث وَالْبَاطِل كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْل لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّار " .
مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)
مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

قَالَ تَعَالَى " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّه الْمَلِك الْحَقّ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَبّ الْعَرْش الْكَرِيم " .
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ

قَالَ تَعَالَى " إِنَّ يَوْم الْفَصْل مِيقَاتهمْ أَجْمَعِينَ " وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة يَفْصِل اللَّه تَعَالَى فِيهِ بَيْن الْخَلَائِق فَيُعَذِّب الْكَافِرِينَ وَيُثِيب الْمُؤْمِنِينَ وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ " مِيقَاتهمْ أَجْمَعِينَ " أَيْ يَجْمَعهُمْ كُلّهمْ أَوَّلهمْ وَآخِرهمْ .
يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)
يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ

" يَوْم لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا " أَيْ لَا يَنْفَع قَرِيب قَرِيبًا كَقَوْلِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّور فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ يَوْمئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ " وَكَقَوْلِهِ جَلَّتْ عَظَمَته " وَلَا يَسْأَل حَمِيم حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ" أَيْ لَا يَسْأَل أَخًا لَهُ عَنْ حَاله وَهُوَ يَرَاهُ عِيَانًا .
وَقَوْله جَلَّ وَعَلَا " وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ " أَيْ لَا يَنْصُر الْقَرِيب قَرِيبه وَلَا يَأْتِيه نَصْره مِنْ خَارِج .
إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)
إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

قَالَ" إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه " أَيْ لَا يَنْفَع يَوْمئِذٍ إِلَّا رَحْمَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِخَلْقِهِ " إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيز الرَّحِيم" أَيْ هُوَ عَزِيز ذُو رَحْمَة وَاسِعَة .
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43)
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ
351@@@

الصفحة 350