كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 12)

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا يُعَذِّب بِهِ الْكَافِرِينَ الْجَاحِدِينَ لِلِقَائِهِ " إِنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم طَعَام الْأَثِيم " وَالْأَثِيم أَيْ فِي قَوْله وَفِعْله وَهُوَ الْكَافِر وَذَكَرَ غَيْر وَاحِد أَنَّهُ أَبُو جَهْل وَلَا شَكَّ فِي دُخُوله فِي هَذِهِ الْآيَة وَلَكِنْ لَيْسَتْ خَاصَّة بِهِ قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ هَمَّام بْن الْحَارِث أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاء كَانَ يُقْرِئ رَجُلًا " إِنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم طَعَام الْأَثِيم " فَقَالَ طَعَام الْيَتِيم فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قُلْ إِنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم طَعَام الْفَاجِر أَيْ لَيْسَ لَهُ طَعَام مِنْ غَيْرهَا قَالَ مُجَاهِد وَلَوْ وَقَعَتْ قَطْرَة مِنْهَا فِي الْأَرْض لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْل الْأَرْض مَعَايِشهمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ نَحْوه مَرْفُوعًا .
طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)
طَعَامُ الْأَثِيمِ

" طَعَام الْأَثِيم " وَالْأَثِيم أَيْ فِي قَوْله وَفِعْله وَهُوَ الْكَافِر وَذَكَرَ غَيْر وَاحِد أَنَّهُ أَبُو جَهْل وَلَا شَكَّ فِي دُخُوله فِي هَذِهِ الْآيَة وَلَكِنْ لَيْسَتْ خَاصَّة بِهِ قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ هَمَّام بْن الْحَارِث أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاء كَانَ يُقْرِئ رَجُلًا" إِنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم طَعَام الْأَثِيم " فَقَالَ طَعَام الْيَتِيم فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قُلْ إِنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم طَعَام الْفَاجِر أَيْ لَيْسَ لَهُ طَعَام مِنْ غَيْرهَا قَالَ مُجَاهِد وَلَوْ وَقَعَتْ قَطْرَة مِنْهَا فِي الْأَرْض لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْل الْأَرْض مَعَايِشهمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ نَحْوه مَرْفُوعًا.
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ

قَوْله " كَالْمُهْلِ " قَالُوا كَعَكَرِ الزَّيْت " يَغْلِي فِي الْبُطُون " .
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ

" كَغَلْيِ الْحَمِيم " أَيْ مِنْ حَرَارَتهَا وَرَدَاءَتهَا .
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ

قَوْله " خُذُوهُ أَيْ الْكَافِر وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ تَعَالَى إِذَا قَالَ لِلزَّبَانِيَةِ خُذُوهُ اِبْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْهُمْ وَقَوْله " فَاعْتِلُوهُ" أَيْ سُوقُوهُ سَحْبًا وَدَفْعًا فِي ظَهْره قَالَ مُجَاهِد " خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ " أَيْ خُذُوهُ فَادْفَعُوهُ ; وَقَالَ الْفَرَزْدَق :
لَيْسَ الْكِرَام بِنَاحِلِيك أَبَاهُمْ ... حَتَّى تَرِد إِلَى عَطِيَّة تُعْتَل
" إِلَى سَوَاء الْجَحِيم " أَيْ وَسَطهَا .
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ

" ثُمَّ صُبُّوا فَوْق رَأْسه مِنْ عَذَاب الْحَمِيم " كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ " يُصَبّ مِنْ فَوْق رُءُوسهمْ الْحَمِيم يُصْهَر بِهِ مَا فِي بُطُونهمْ وَالْجُلُود" وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْمَلَك يَضْرِبهُ بِمِقْمَعَةٍ مِنْ حَدِيد فَتَفْتَح دِمَاغه ثُمَّ يُصَبّ الْحَمِيم عَلَى رَأْسه فَيَنْزِل فِي بَدَنه
352@@@

الصفحة 351