كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 12)
فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)
أَيْ لِلْعَذَابِ يَوْم الْحِسَاب .
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)
أَيْ الْمُوَحِّدِينَ مِنْهُمْ وَهَذَا اِسْتِثْنَاء مُنْقَطِع مِنْ مُثْبَت .
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129)
أَيْ ثَنَاء جَمِيلًا.
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)
كَمَا يُقَال فِي إِسْمَاعِيل إِسْمَاعِين وَهِيَ لُغَة بَنِي أَسَد وَأَنْشَدَ بَعْض بَنِي تَمِيم فِي ضَبّ صَادَهُ :
يَقُول رَبُّ السُّوقِ لَمَّا جِينَا ... هَذَا وَرَبِّ الْبَيْتِ إِسْرَائِينَا
وَيُقَال مِيكَال وَمِيكَائِيل وَمِيكَائِين وَإِبْرَاهِيم وَإِبْرَاهَام وَإِسْرَائِيل وَإِسْرَائِين وَطُور سَيْنَاء وَطُور سِينِينَ وَهُوَ مَوْضِع وَاحِد وَكُلّ هَذَا سَائِغ وَقَرَأَ آخَرُونَ " سَلَام عَلَى إِدْرَاسِين " وَهِيَ قِرَاءَة اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ آخَرُونَ " سَلَام عَلَى آلِ يَاسِين " يَعْنِي آل مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131)
وَقَوْله تَعَالَى " إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادنَا الْمُؤْمِنِينَ " قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيره وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)
وَقَوْله تَعَالَى " إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادنَا الْمُؤْمِنِينَ " قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيره وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133)
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ عَبْده وَرَسُوله لُوط رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُ بَعَثَهُ إِلَى قَوْمه .
إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134)
فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّاهُ اللَّه تَعَالَى مِنْ بَيْن أَظْهُرِهِمْ هُوَ وَأَهْله .
إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135)
إِلَّا اِمْرَأَته فَإِنَّهَا هَلَكَتْ مَعَ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَوْمِهَا .
ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (136)
ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى أَهْلَكَهُمْ بِأَنْوَاعٍ مِنْ الْعُقُوبَات وَجَعَلَ مَحَلَّتهمْ مِنْ الْأَرْض بُحَيْرَة مُنْتِنَة قَبِيحَة الْمَنْظَر وَالطَّعْم وَالرِّيح وَجَعَلَهَا بِسَبِيلٍ مُقِيم يَمُرُّ بِهَا الْمُسَافِرُونَ لَيْلًا وَنَهَارًا.
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137)
لا يوجد تفسير لهذه الأية
وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " أَيْ أَفَلَا تَعْتَبِرُونَ بِهِمْ كَيْفَ دَمَّرَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَتَعْلَمُونَ أَنَّ لِلْكَافِرِينَ أَمْثَالهَا ؟ .
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)
56@@@
الصفحة 55