كتاب تفسير ابن كثير (قرطبة وأولاد الشيخ) (اسم الجزء: 14)
.
الْقَارِعَةُ (1)
الْقَارِعَةُ
الْقَارِعَة مِنْ أَسْمَاء الْقِيَامَة كَالْحَاقَّةِ وَالطَّامَّة وَالصَّاخَّة وَالْغَاشِيَة وَغَيْر ذَلِكَ .
مَا الْقَارِعَةُ (2)
مَا الْقَارِعَةُ
الْقَارِعَة مِنْ أَسْمَاء الْقِيَامَة كَالْحَاقَّةِ وَالطَّامَّة وَالصَّاخَّة وَالْغَاشِيَة وَغَيْر ذَلِكَ .
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُعَظِّمًا وَمُهَوِّلًا لِشَأْنِهَا وَمَا أَدْرَاك مَا الْقَارِعَة .
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ
" ثُمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ " يَوْم يَكُون النَّاس كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث " أَيْ فِي اِنْتِشَارهمْ وَتَفَرُّقهمْ وَذَهَابهمْ وَمَجِيئِهِمْ مِنْ حِيرَتهمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ كَأَنَّهُمْ فَرَاش مَبْثُوث كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى " كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ".
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ
يَعْنِي قَدْ صَارَتْ كَأَنَّهَا الصُّوف الْمَنْفُوش الَّذِي قَدْ شَرَعَ فِي الذَّهَاب وَالتَّمَزُّق قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ " الْعِهْن " الصُّوف ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَمَّا يَئُول آلَيْهِ عَمَل الْعَامِلِينَ وَمَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنْ الْكَرَامَة وَالْإِهَانَة بِحَسَبِ أَعْمَاله فَقَالَ .
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
أَيْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ .
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
يَعْنِي فِي الْجَنَّة .
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
أَيْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ .
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
قِيلَ مَعْنَاهُ فَهُوَ سَاقِطٌ هَاوٍ بِأُمِّ رَأْسه فِي نَار جَهَنَّم وَعَبَّرَ عَنْهُ بِأُمِّهِ يَعْنِي مَا غَيْره رَوَى نَحْو هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَأَبِي صَالِح وَقَتَادَة وَقَالَ قَتَادَة : يَهْوِي فِي النَّار عَلَى رَأْسه وَكَذَا قَالَ أَبُو صَالِح يَهْوُونَ فِي النَّار عَلَى رُءُوسهمْ
439@@@
الصفحة 438