كتاب تفضيل الكلاب لابن المرزبان - دار التضامن
بشر بن الحارث يوما فرأيته مغموما ما تكلم حنى غربت الشمس ثم رفع رأسه فقال
ذهب الرجل المقتدى بفعالهم
والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلفه يزين بعضهم
بعضا ليدفع معورعن معور
وأنشدنا لغيره
ذهب الذين إذا رأوني مقبلا
سروا وقالوا مرحبا بالمقبل
وبقي الذين إذا رأوني مقبلا
عبسوا وقالوا ليته لم يقبل
وقال آخر
ذهب الناس واستقلوا وصرنا
خلفا في أراذل النسناس
في أناس تراهم العين ناسا
فإذا خبروا فليسوا بناس
وقال آخر
ذهب الملح من كثير من النا
س ومات الذين كانوا ملاحا
وبقي الأسمجون من كل صنف
ليت ذا الموت منهم قد أراحا
وقال آخر
ذهب الذين إذا مرضت تجهلوا
وإذا جهلت عليهم لم يجهلوا
وإذا أصبت غنيمة فرحوا بها
وإذا بخلت عليهم لم يبخلوا
وأنشدني أبو عبد الله السدوسي
ذهب الذين هم الغياث المسبل
وبقي الذين هم العذاب المنزل
وتقطعت أرحام أهل زماننا
فكأنما خلقت لئلا توصل
الناس مشتبهون من كشفته
منهم كشفت عن الذي لا يحمل
أما الفقير فحاسد متفطر
حسدا وأما ذو الثراء فيبخل@
الصفحة 47
150