كتاب تفضيل الكلاب لابن المرزبان - دار التضامن
وقال آخر
ذهب الكرام فأصبحوا أمواتا
ورقا تطيره الرياح رفاتا
وتبدلت عرصاتهم من بعدهم
يسوى نبات الصالحين نباتا
وبقيت في دهر أحاذر شره
وأخاف فيه من الطريق بياتا
وقال آخر
وما الناس بالناس الذين عهدتهم
ولا الدار بالدار التي كنت تعرف
وما كل من تهوى يحبك قلبه
ولا كل من صاحبته لك منصف
وقال آخر
ذهب الناس وانقضت دولة المجد فكل إلا القليل كلاب
إن من لم يكن على الناس ذئبا
أكلته في ذا الزمان الذئاب
غير أن الوجوه في صور النا
س وأبدانهم عليها الثياب
لست تلقى إلا كذوبا بخيلا
بين عينيه للاياس كتاب
وقال آخر
ذهب الذين فضولهم معلومة
ولهم إذا قحط الزمان حنان
ذهبوا فليس لهم نظير واحد
أفلا تراهم لا أبا لك كانوا
لم يبق من أهل الفضائل والنهى
إلا فلان باسمه وفلان
وقال آخر
ذهب الذين عليهم وجدي
وبقيت بعد فراقهم وحدي
سلف مضى وبقيت بعدهم
وكذاك يذهب من أتى بعدي
تركوا الذي جمعوا لغيرهم
وكذاك أتركه لمن بعدي
وقال أبو تمام
فلو رفعت سنات الدهر عنه
والقى عن مناكبه الدثار
لعدل قسمة الأيام فينا
ولكن دهرنا هذا حمار@
الصفحة 48
150