كتاب تفضيل الكلاب لابن المرزبان - دار التضامن

سماعة لم تفرق في هجائنا ولم تغرف في شمتنا قال أبو سماعة ما عرفته أيها الوزير إفتراء وكذب علي فنظر إلى يحيى مليا ثم أنشأ يقول
إذا ما المرء لم يخدش بظفر
ولم يوجد له أن عض ناب
رمى فيه الغميزة من بغاها
وذلل من قرائنه الصعاب
قال أبو سماعة كلا أيها الوزير ولكنه كما قال
لم يبلغ المجد أقوام وإن شرفوا
حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فترى الألوان مسفرة
لا صفح ذل ولكن صفح أحلام
فتبسم يحيى وقال أنا أعذرناك وعلمنا أنك لن تدع مساوي شمتك ولؤم طبعك فلا أعدمك الله ما جبلك عليه من مذموم أخلاقك ثم تمتثل قائلا
متى لم تتسع أخلاق قوم
يضق بهم الفسيح من البلاد
إذا ما المرء لم يخلق لبيبا
فليس اللب عن قدم الولاد
ثم قال هو والله كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه المؤمن لا يشفي غيظه ثم إن أبا سماعة هجا بعد ذلك سليمان بن أبي جعفر وكان إليه محسنا فأمر به الرشيد فحلق رأسه ولحيته@

الصفحة 64