كتاب تفضيل الكلاب لابن المرزبان - دار التضامن

ركابه فاتبعه كلب له فطرده وضربه وذكر أن يتبعه ورماه بحجر فأدماه فأبى الكلب ألا أن يتبعه فلما صار إلى الموضع وثب به قوم كانت لهم عنده طائلة وكان معه جار له وأخ فهربا عنه وتركاه وأسلماه فجرح جرحات كثيرة ورمى به في بئر وحثوا عليه بالتراب حتى واروه ولم يشكوا في موته والكلب مع هذا يهر عليهم وهم يرجمونه فلما انصرفوا أتى الكلب إلى رأس البئر فلم يزل يعوي ويبحث بالتراب بمخاليبه حتى ظهر رأس صاحبه وفيه نفس يتردد وقد كان أشرف على التلف ولو يبق فيه إلا حشاشة نفسه ووصل إليه الروح فبينما هو كذلك إذ مر أناس فأنكروا مكان الكلب ورأوه كأنه يحفر قبرا فجاؤوا فإذا هم بالرجل على تلك الحال فاستخرجوه حيا وحملوه إلى أهله فزعم أبو عبيدة أن ذلك الموضع يدعى بئر الكلب@

الصفحة 86