كتاب تفضيل الكلاب لابن المرزبان - دار التضامن

يصلح لنا ثريدة لبن فقد اشتهيتها فأصلحوها ومضى إلى منتزهاته فوجه الطباخ فجاء بلبن وصنع له ثريدة عظيمة ونسي أن يغطيها بشيء واشتغل بطبخ شيء آخر فخرج من بعض شفوق الغيظان أفعى فكرعت من ذلك اللبن ومجت في الثريدة من سمها والكلب رابض يرى ذلك كله ولو كان له في الأفعى حيلة لمنعها ولكن لا حيلة للكلب في الأفعى والحية وكان عند الملك جارية خرساء زمنا قد رأت ما صنعت الأفعى ووافى الملك من الصيد في آخر النهار فقال يا غلمان أول ما تقدمون إلى الثريدة فأومأت الخرساء إليهم فلم يفهموا ما تقول ونبح الكلب وصاح فلم يلتفتوا إليه وألح في الصياح ليعلمهم مراده فيه ثم رمى إليه بما كان
يرمى إليه فلم يقربه ولج في الصياح فقال لغلمانه نحوه عنا فإن له قصة ومد يده إلى اللبن فلما رآه الكلب يريد أن يأكل وثب إلى وسط المائدة وأدخل فمه في اللبن وكرع منه فسقط ميتا وتناثر لحمه@

الصفحة 92