كتاب تفضيل الكلاب لابن المرزبان - دار التضامن

فقال هذا خلصني بعد الله عز وجل من أمر عظيم فاستبشعت هذا القول منه وأنكرته عليه فقال لي أسمع حديثه فإنك تعذرني كان يصحبني رجل
من أهل البصرة يقال له محمد بن بكر لا يفارقني يؤاكلني ويعاشرني على النبيذ وغيره منذ سنين فخرجنا أهل الدينور فلما رجعنا وقربنا من منزلنا كان في وسطي هميان فيه جملة دنانير ومعي متاع كثير أخذته من الغنيمة قد وقف عليه بأسره فنزلنا إلى مواضع فأكلنا وشربنا فلما عمل الشراب عمد إلي فشد يدي إلى رجلي وأوثقني كتافا ورمى بي في واد وأخذ كل ما معي وتركني ومضى وأيست من الحياة وقعد هذا الكلب معي ثم تركني ومضى فما كان بأسرع من أن وافاني ومعه رغيف فطرحه بين يدي فأكلته ولم أزل أحبو إلى مواضع فيه ماء فشربت منه ولم يزل الكلب معي بلق ليلي يعوي إلى أن أصبحت فحملتني عيناي وفقدت الكلب فما كان بأسرع من أن وافاني ومعه رغيف فأكلت وفعلت فعلتي في اليوم الأول فلما كان في اليوم الثالث غاب عني فقلت مضى يجيئني بالرغيف قلم يلبث إلا أن جاء ومعه الرغيف فرمى به إلي فما استتم أكله وإلا ابني على رأسي يبكي@

الصفحة 99