كتاب تنزيه القرآن عن المطاعن

سورة هود الحفيظ وهو مبالغة في دفع الآفات عنا وعلى هذا الوجه نسأل اللّه ان يحفظنا في السفر والحضر والقريب والمراد به العالم بأحوال العباد وهو في الأصل تشبيه لمن يقرب فيعرف بقربه حال غيره ثمّ صار كالمتعارف. والمجيب وفائدته انه يجيب ادعية عباده وينيلهم ما يطلبون من قبله بشرط الصّلاح.
والقويّ والمراد به انه قادر. والمجيد والمراد به انه كريم عزيز وعلى هذا الوجه وصف تعالى القرآن بأنه مجيد. والودود والمراد به المبالغة في محبة من أطاعه وإرادة الاحسان اليهم. والفعّال وهو مبالغة في الاكثار من الفعل لكنه يقل دخوله في الاسماء التي تجري مجرى الثناء إلا انه يقبل. وفي سورة الرعد الكبير المتعال والمراد بالاول انه عظيم الشأن في قدرته وعلمه والمراد بالثاني انه منزّه عما لا يليق به. وفي الحجر الخلاق والمراد به المبالغة في الاكثار من الخلق وفي مريم الصادق والمراد به إثبات اخباره صدقا. والوارث والمراد بذلك عود النعم التي ملكها العباد إلى ان تكون ملكا للّه. وفي الحج الباعث والمراد به بعثته للرسل والى الرسل وبعثته بعد الاماتة ليوم الحشر. وفي سورة المؤمنين الكريم والمراد به انه عزيز او المراد به الاكثار من فعل الكرم وفي سورة النور الحق وهو في الاصل مجاز لأنه حقيقة فيما يضاد الباطل من الاعتقادات والمذاهب وغيرها فإنما يوصف تعالى بذلك على وجه المجاز ويراد به ان الحق من قبله وأنه لا باطل في افعاله او يراد به انه مما لا يجوز ان يفنى فيجب ان يبقى. وفي هذه السورة المبين والمراد به الفاعل لما به يتبين الخلق أحوال الاشياء وأحكامها. ومنها النور وذلك مجاز ولا يجوز أن يستعمل في اللّه تعالى على حقيقته لقوله (اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ) فإن معناه منوّرها بما خلقه من شمس وقمر أو يكون المراد به أنه بالادلة قد صيّر ما دل عليه منكشفا كما ينكشف الشيء بالنور وفي الفرقان الهادي والمراد بذلك أنه فعل هداية الخلق ليفصلوا بين الحق والباطل وفي سبأ الفتّاح والمراد به أنه يفتح لخلقه طريق الخير والمعرفة ويفتح عليهم بالنّصرة ما طلبوا منه. وفي المؤمن الغفار ومعناه ما تقدم في غفور وفيه القابل ومعناه قبوله للطاعات

الصفحة 493