كتاب تحفة المودود بأحكام المولود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)

وَمَا يَدْرِي الفَقِيرُ متَى غِنَاه ... ومَا يَدْرِي الغَنِيُّ متَى يَعِيلُ (¬١)
أي: متى يحتاج ويفتقر.
وأمَّا كثرةُ العِيَالِ، فليس من هذا ولا من هذا، ولكنَّه من (أَفْعَلَ). يقال: أَعَالَ الرَّجُلُ يُعِيلُ: إذا كثُر عيالُه، مثل: ألْبَنَ وأَتْمَر: إذا صار ذا لَبَنٍ وتَمْرٍ. هذا قول أهل اللغة.
قال الوَاحِدِيُّ في "بسيطه": "ومعنى {تَعُولُوا}:تجُوروا. عن جميع أهل التفسير واللغة.
ورُويَ ذلك مرفوعًا، روت عَائِشَةُ رضي الله عنها عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله (¬٢): {أَلَّا تَعُولُوا} قال (¬٣): "أن لا تجُورُوا" (¬٤).
ورُوِيَ: "أن لا تَمِيلُوا".
قال: وهذا قولُ ابنِ عبَّاسٍ والحَسَنِ وقَتادةَ والرَّبِيعِ والسُّدّيّ
---------------
(¬١) البيت لأُحَيْحةَ بن الجُلاح من قصيدة له في جمهرة أشعار العرب: ٢/ ٦٥٩، وهو من شواهد الفرَّاء في معاني القرآن:١/ ٢٥٥، والطبري: ٧/ ٥٤٩، واللسان: ١٣/ ٥١٧.
(¬٢) ساقط من "أ". وفي "ب": قال.
(¬٣) ليست في "د".
(¬٤) أخرجه ابن المنذر في التفسير برقم (١٣٣٦)، وابن أبي حاتم: ٣/ ٨٦٠، وابن حبان برقم (٤١٠٤) عن عائشة. قال ابن أبي حاتم: "قال أبي هذا خطأ، والصحيح عن عائشة موقوف". وانظر: الدر المنثور للسيوطي: ٢/ ٤٠٣.

الصفحة 19