كتاب تحفة المودود بأحكام المولود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)

وكان عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه عند ما يشاهد خطأ، وينبِّه إليه بطريقة تربوية فذة، حيث يصعد المنبر ويقول: «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، أو ما بال أقوام يتنزهون عن كذا» (¬١) .. أو «لينتهينَّ أقوام عن كذا .. » (¬٢)
جـ ـ والقصة هي الوسيلة الثالثة: وهي وسيلة فعالة، لأن الإنسان يتطلع دائمًا ويتشوق إلى معرفة المجهول، ويتطلع إلى المفاجآت، والقصة تحتوي على كل هذه العناصر المشوقة، ومن هنا كان تأثيرها الكبير في النفس، حتى إن القرآن الكريم قد ذكر كثيراً من القصص بهدف التربية وأخذ العبرة والعظة {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف:١١١].
وقد أخضع القرآنُ الكريم القصةَ بجميع أنواعها للغرض الديني التربوي. فليكن هذا حافزًا لاستعمال القصص الناجحة الموجهة في تربيتنا لأولادنا وطلابنا.
د ـ التربية بالأحداث والوقائع: وهي وسيلة بارزة، حيث يستطيع المربي الماهر أن يتلقف كل حادث يقع ليغرس في أعقابه مباشرة ما يريد
_________
(¬١) كما في صحيح البخاري، كتاب الاعتصام: ١٣/ ٢٧٦، و صحيح مسلم في الفضائل: ٤/ ١٨٢٩.
(¬٢) كما في صحيح مسلم، كتاب الجمعة: ٢/ ٥١٢.

الصفحة 20