كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة وَهِي مَدَنِيَّة كلهَا
[آيَة 1 - 5]
قَوْله: عز ذكره: {الم}
قَالَ يَحْيَى: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: مَا أَدْرِي مَا تَفْسِيرُ {الم} و {الر} و {المص} وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، غير أَن قوما (ل 4) مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يَقُولُونَ: أَسْمَاءُ السُّوَرِ وَفَوَاتِحُهَا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَذكر ابْن سَلام فِي تَفْسِير {الم} وَغير ذَلِكَ من حُرُوف المعجم الَّتِي فِي أَوَائِل السُّور - تفاسير غير متفقة فِي مَعَانِيهَا وَهَذَا الَّذِي ذكره يحيى عَنِ الْحَسَن، وَالله أعلم وَقد سَمِعْتُ بَعْض من أقتدي بِهِ من مَشَايِخنَا يَقُولُ: إِن الْإِمْسَاك عَنْ تَفْسِيرهَا أفضل.
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} يَعْنِي: هَذَا الْكتاب لَا شكّ فِيهِ. {هدى لِلْمُتقين}: الَّذين يَتَّقُونَ الشّرك.
{الَّذين يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ} يَعْنِي: يصدقون بِالْبَعْثِ والحساب، وَالْجَنَّة وَالنَّار؛ فِي تَفْسِير قَتَادَة {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاة} يَعْنِي: الصَّلَوَات الْمَفْرُوضَة،

الصفحة 120