كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

قَالَ يحيى: ثمَّ ذكر صفنا آخر من النَّاس - يَعْنِي: الْمُنَافِقين - فَقَالَ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هم بمؤمنين} إِنَّمَا تكلمُوا بِهِ فِي الْعَلَانِيَة
{يخادعون الله وَالَّذين آمنُوا} حَتَّى يكفوا عَنْ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ. وَسبي ذَرَارِيهمْ، ومُخَادَعَتُهُمْ لرَسُول اللَّه وَلِلْمُؤْمنِينَ مخادعة لله {وَمَا يُخَادِعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ} أَي أَن ذَلِك يرجع عَلَيْهِم عَذَابه، وثواب كفره {وَمَا يَشْعُرُونَ} أَن ذَلِك رَاجع عَلَيْهِم.
{فِي قُلُوبهم مرض} قَالَ الحَسَن: يَعْنِي: شكًّا {فَزَادَهُمُ الله مَرضا} بالطبع على قُلُوبهم {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} موجع فِي الْآخِرَة {بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ} بقلوبهم فِي قِرَاءَة من قَرَأَهَا بالتثقيل، وَمن قَرَأَهَا بِالتَّخْفِيفِ ((يكذبُون)) يَعْنِي: فِي قَوْلهم: آمنا؛ وَقُلُوبهمْ على الْكفْر. [آيَة 11 - 15]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْض} يَعْنِي: لَا تُشْرِكُوا {قَالُوا إِنَّمَا نَحن مصلحون} أَي: أظهرُوا الْإِيمَان
{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}

الصفحة 122