كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

وَلم يحتسبوا أجرهَا {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْت} وَهَذَا كَرَاهِيَة للْجِهَاد {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بالكافرين} أَي: هُوَ من ورائهم؛ حَتَّى (يخزيهم) بكفرهم.
{يكَاد الْبَرْق يخطف أَبْصَارهم} [حَتَّى أظهرُوا الإِيمَان وأسروا الشّرك] لشدَّة ضوئه {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} أَي: بقوا لَا يبصرون {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} حِين أظهرُوا الإِيمَان، وأسروا الشّرك.
قَالَ مُحَمَّد: قَوْله: {أَوْ كَصَيِّبٍ من السَّمَاء} مَعْنَاهُ: أَو كأصحاب صيب، و ((أَو)) دخلت هَذَا لغير شكّ؛ وَهِي الَّتِي يَقُولُ النحويون: إِنَّهَا تدخل للْإِبَاحَة.
وَالْمعْنَى: أَن التَّمْثِيل مُبَاح لكم فِي الْمُنَافِقين؛ إِن مثلتموهم بِالَّذِي استوقد نَارا فَذَلِك مثلهم، وَإِن مثلتموهم بأصحاب الصيب فَهُوَ مثلهم. وَيُقَال: صاب الْمَطَر يصوب؛ إِذا نزل. [آيَة 21 - 23]

الصفحة 126