كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

[آيَة 65 - 66]
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السبت} يَقُولُ هَذَا لعلمائهم {فَقُلْنَا لَهُمْ كونُوا قردة خَاسِئِينَ} أَي: صاغرين؛ فِي تَفْسِير الحَسَن.
قَالَ مُحَمَّد: وَقيل: خَاسِئِينَ؛ يَعْنِي مبعدين، يُقَال: خسأت فلَانا عني وخسأت الْكَلْب؛ أَي: باعدته.
قَالَ يَحْيَى: واعتداؤهم: أَخذهم الصَّيْد فِي يَوْم السبت، وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَعْرَاف.
{فجعلناها نكالا} أَي: عِبْرَة {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} قَالَ قَتَادَة: يَعْنِي: لما سلف من ذنوبهم قبل أَن يصيدوا الْحيتَان {وَمَا خلفهَا} يَعْنِي: مَا بعد تِلْكَ الذُّنُوب؛ وَهُوَ أَخذهم الْحيتَان.
قَالَ مُحَمَّد: وَالْهَاء الَّتِي فِي ((جعلناها)) هِيَ على هَذَا التَّأْوِيل للفعلة. وَقيل: الْمَعْنى جعلنَا قَرْيَة أَصْحَاب السبت {نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} من الْقرى {وَمَا خلفهَا} ليتعظوا بهم. وَالله أعلم. [آيَة 67 - 68]

الصفحة 148