كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)
قَالَ مُحَمَّد: تُقْرأ على وَجْهَيْن: ((غلف وغلف)). وأجود الْقِرَاءَتَيْن: ((غلف)) بتسكين اللَّام، وَمَعْنَاهَا: ذَوَات غُلْفٍ، الْوَاحِد مِنْهَا: أَغْلَفُ؛ يُقَال: غلفْتُ السَّيْف؛ إِذا جعلته فِي غلاف، فَهُوَ سيف أغلف، ومِنُهُ يُقَال لمن لم يختتن: أغلف. فكأنهم قَالُوا: قُلُوبنَا فِي أوعية مثل قَوْلهم: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تدعونا إِلَيْهِ}.
وَمن قَرَأَ ((غُلُفٌ)) فَهُوَ جمع غلاف؛ فَيكون معنى هَذَا: أَن قُلُوبنَا أوعية للْعلم فَمَا لَهَا لَا تفهم عَنْك؟! [آيَة 89 - 90]
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ الله مُصدق لما مَعَهم} يَعْنِي: التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} قَالَ قَتَادَة: كَانَت الْيَهُود تَسْتَنْصِر بِمُحَمد صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم على كفار الْعَرَب، كَانُوا يَقُولُونَ اللَّهُمَّ ائْتِ بِهَذَا النَّبي الَّذِي يقتل الْعَرَب ويذلهم، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ من غَيرهم حسدوهم، وَكَفرُوا بِهِ. قَالَ اللَّه - تَعَالَى -: {فَلَعْنَةُ الله على الْكَافرين}.
قَالَ مُحَمَّد: الاستفتاح هَا هُنَا بِمَعْنى الدُّعَاء، والْفُتَاحَةُ أَيْضا الْحُكُومَة،
الصفحة 158
428