كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)
بِجمع، والإفاضة مِنْهَا، وَرمى الْجمار.
قَالَ الحَسَن: إِن جِبْرِيل أرى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَنَاسِك كلهَا، وَلكنه أَصْلٌ عَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام
{رَبنَا وَابعث فيهم} يَعْنِي: فِي ذُريَّته {رَسُولا مِنْهُمْ} فَاسْتَجَاب اللَّه لَهُ، فَبعث مُحَمَّدا عَلَيْهِ السَّلام فِي ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم يعْرفُونَ وَجهه وَنسبه. {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} قَالَ قَتَادَة: الْكتاب: الْقُرْآن، وَالْحكمَة: السّنة {ويزكيهم} قَالَ بَعضهم يَعْنِي: يَأْخُذ صَدَقَاتهمْ؛ وَهِي الطَّهَارَة {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} الْعَزِيز فِي نقمته، الْحَكِيم فِي أمره.
قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفسه} أَي: عجز رأيُهُ عَنِ النّظر لنَفسِهِ، فَضَلَّ.
قَالَ مُحَمَّد: وقِيلَ: الْمَعْنى: إِلَّا من سفهت نفسُهُ؛ أَي: جهلت.
قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا} أَي: اخترناه {وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لمن الصَّالِحين} وهم أهل الْجنَّة. [آيَة 131 - 134]
الصفحة 179