كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نملي لَهُم خير لأَنْفُسِهِمْ} الْآيَة، قَالَ مُحَمَّد: معنى {نُمْلِي لَهُم} نطيل لَهُم ونمهلهم، وَنصب (أَنَّمَا) بِوُقُوع (يَحسبن) عَلَيْهَا.
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُمَيّز} أَي: يعْزل {الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ميز الْمُؤمنِينَ من الْمُنَافِقين يَوْم أحد؛ فِي تَفْسِير قَتَادَة. {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} قَالَ المُنَافِقُونَ: مَا شَأْن مُحَمَّد؛ إِن كَانَ صَادِقا لَا يخبرنا بِمن يُؤمن بِهِ قبل أَن يُؤمن؟ فَقَالَ الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ الله يجتبي} أَي: يستخلص {مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاء} فيطلعه على مَا يَشَاء (من الْغَيْب).
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خيرا لَهُم} قَالَ مُحَمَّد: يَعْنِي: الْبُخْل خيرا لَهُمْ. {بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سيطوقون مَا بخلوا بِهِ} قَالَ الْكَلْبِيّ: يطوق شجاعين فِي عُنُقه؛ فيلدغان جَبهته وَوَجهه؛ يَقُولَانِ: أَنا كَنْزك الَّذِي كنزت، أَنا الزَّكَاة الَّتِي بخلت بهَا. {وَلِلَّهِ مِيرَاث السَّمَاوَات وَالْأَرْض} أَي: يبْقى، وتفنون أَنْتُم. [آيَة 181]
الصفحة 337