كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

نَار، فَأَكَلتهَا.
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} يَعْنِي: الْحجَج والكتب {وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} يَعْنِي: الْحَلَال وَالْحرَام.
قَالَ الْحسن: أَمر الله نبيه بِالصبرِ وَعَزاهُ، وأعلمه أَن الرُّسُل قد لقِيت فِي جنب الله أَذَى.
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغرُور} عَزَّى الله رَسُوله وَالْمُؤمنِينَ عَن الدُّنْيَا، وَأخْبرهمْ أَن ذَلِك يصير بَاطِلا. [آيَة 186 - 187]
{لتبلون} لتختبرن {فِي أَمْوَالكُم وَأَنْفُسكُمْ} الْآيَة؛ ابْتَلَاهُم فِي أَمْوَالهم [وأنفسهم] فَفرض عَلَيْهِم أَن يجاهدوا فِي سَبيله بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم، وَأَن يؤدوا الزَّكَاة، ثمَّ أخْبرهُم أَنهم سيؤذون فِي جنب الله، وَأمرهمْ بِالصبرِ.
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس} الْآيَة، هَذَا مِيثَاق أَخذه الله على الْعلمَاء من أهل الْكتاب؛ أَن يبينوا للنَّاس مَا فِي كِتَابهمْ، وَفِيه رَسُول الله وَالْإِسْلَام {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} وَكَتَبُوا كتبا بِأَيْدِيهِم؛ فحرفوا كتاب الله {وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا} يَعْنِي: مَا كَانُوا يصيبون عَلَيْهِ من عرض الدُّنْيَا {فَبِئْسَ مَا يشْتَرونَ} اشْتَروا النَّار بِالْجنَّةِ.

الصفحة 339