كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

[آيَة 195]
{إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولي الْأَلْبَاب} [يَعْنِي: أولي الْعُقُول]؛ وهم الْمُؤْمِنُونَ.
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وعَلى جنُوبهم} تَفْسِير قَتَادَة: قَالَ: هَذِه حالاتك يَا ابْن آدم؛ فاذكر الله وَأَنت قَائِم؛ فَإِن لم تستطع فاذكره وَأَنت جَالس، فَإِن لم تستطع فاذكره وَأَنت على جَنْبك؛ يسرا من الله وتخفيفا. {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَات وَالْأَرْض رَبنَا} يَقُولُونَ: رَبنَا {مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا} أَي: إِن ذَلِك سيصير بِإِذن الله إِلَى الميعاد {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَاب النَّار} اصرف عَنَّا عَذَاب النَّار
{وَمَا للظالمين} الْمُشْركين {مِنْ أَنْصَارٍ}
{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي للْإيمَان} وَهُوَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام {أَن آمنُوا بربكم} الْآيَة. قَالَ الْحسن: أَمرهم الله أَن يدعوا بتكفير مَا مضى من الذُّنُوب والسيئات، والعصمة فِيمَا بَقِي.
{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رسلك} أَي: على أَلْسِنَة رسلك؛ وعد الله الْمُؤمنِينَ على أَلْسِنَة رسله أَن يدخلهم الْجنَّة إِذا أطاعوه.
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بعض} أشرك الله بَين الذّكر وَالْأُنْثَى {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} إِلَى قَوْله: {حسن الثَّوَاب} هَذَا للرِّجَال دون النِّسَاء؛ فَسَأَلت عَائِشَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَل على النِّسَاء جِهَاد؟ قَالَ: نعم، جِهَاد لَا قتال

الصفحة 341