كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

قيس بْن شماس: إِن الله يعلم لَو أمرنَا مُحَمَّد أَن نقْتل أَنْفُسنَا لقتلت نَفسِي، فَأنْزل الله: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيل مِنْهُم}.
قَالَ مُحَمَّد: من قَرَأَ {إِلا قَلِيلٌ} فَالْمَعْنى: مَا فعله إِلَّا قَلِيل. {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} فِي الْعَاقِبَة. {وَأَشد تثبيتا} فِي الْعِصْمَة والمنعة من الشَّيْطَان.
{وَإِذا لآتيناهم من لدنا} {من عندنَا} (أجرا عَظِيما} يَعْنِي: الْجنَّة.
{وَمَنْ يُطِعِ الله وَالرَّسُول} الْآيَة.
تَفْسِير قَتَادَة: ذكر لنا أَن رجَالًا قَالُوا: هَذَا نَبِي الله نرَاهُ فِي الدُّنْيَا، فَأَما فِي الْآخِرَة فيرفع بفضله فَلَا نرَاهُ؛ فَأنْزل الله هَذِهِ الْآيَة. [آيَة 71 - 74]
{فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} الثَّبَات: السَّرَايَا، والجميع: الزَّحْف.

الصفحة 385