كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)
[فظهرت بهَا على الْمُشْركين] {فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} من نكبة نكبوا بهَا يَوْم أحد {فَمن نَفسك} أَي: بِذُنُوبِهِمْ، وَكَانَت عُقُوبَة من الله؛ بمعصيتهم رَسُول الله؛ حَيْثُ اتبعُوا المدبرين. [آيَة 80 - 82]
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله وَمن تولى} كفر {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} تحفظ عَلَيْهِم أَعْمَالهم؛ حَتَّى تجزيهم بهَا.
{وَيَقُولُونَ طَاعَة} يَعْنِي بِهِ: الْمُنَافِقين؛ يَقُولُونَ ذَلِكَ لرَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام.
قَالَ مُحَمَّد: وَارْتَفَعت {طَاعَة} بِمَعْنى: أمرنَا طَاعَة. {فَإِذَا بَرَزُوا} خَرجُوا {مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُم} قَالَ قَتَادَة: يَعْنِي غيرت طَائِفَة مِنْهُمْ {غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يكْتب مَا يبيتُونَ} أَي: يغيرون
قَالَ مُحَمَّد: قِيلَ: الْمَعْنى: قَالُوا وقدروا لَيْلًا غير [مَا أتوك] نَهَارا، وَالْعرب تَقُولُ لكل مَا فُكِّر فِيهِ، أَو خِيضَ بلَيْل: قد بَيت، وَمن هَذَا قَول الشَّاعِر:
(أَتَوْنِي فَلم أَرض مَا بيتوا ... وَكَانُوا أَتَوْنِي لأمر نكر)
الصفحة 389