كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)
قَوْله: {فَأَعْرض عَنْهُم} لَا تقتلهم، وَلَا تحكم عَلَيْهِم أَحْكَام الْمُشْركين؛ مَا كَانُوا إِذا لقوك أعطوك الطَّاعَة، وَلم يظهروا الشّرك. {وتوكل على الله} فَإِنَّهُ سيكفيكهم {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا} لمن توكل عَلَيْهِ.
{أَفلا يتدبرون الْقُرْآن} يَقُولُ: لَو تدبروه، لم ينافقوا ولآمنوا. {وَلَو كَانَ} هَذَا الْقُرْآن {مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} تَفْسِير قَتَادَة: قَول الله لَا يخْتَلف هُوَ حق لَيْسَ فِيهِ بَاطِل، وَإِن قَول النَّاس يخْتَلف. [آيَة 83 - 84]
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَو الْخَوْف أذاعوا بِهِ}
قَالَ قَتَادَة: إِذا جَاءَهُم أَمر من الْأَمْن - أَي: من أَن إخْوَانهمْ آمنون ظاهرون - أَو الْخَوْف - يَعْنِي: الْقَتْل والهزيمة - أذاعوا بِهِ؛ أَي: أفشوه. {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أولي الْأَمر مِنْهُم} أولي الْعلم مِنْهُم. {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يستنبطونه مِنْهُم} الَّذِينَ يفحصون عَنهُ، ويهمهم ذَلِكَ، يَقُولُ: إِذَا كَانُوا أعلم بِموضع الشُّكْر فِي النَّصْر والأمن، وَأعلم بالمكيدة فِي الْحَرْب.
الصفحة 390