كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 1)

{وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يرضى من القَوْل} يَعْنِي: مَا قَالَ الْأنْصَارِيّ: إِن الْيَهُودِيّ سَرَقهَا.
ثُمَّ أقبل على قوم الْأنْصَارِيّ فَقَالَ: {هَا أَنْتُم هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِم وَكيلا} أَي: حفيظا لأعمالهم؛ فِي تَفْسِير الْحسن
(قَالَ الْحسن): ثُمَّ استتابه الله، فَقَالَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفسه} إِلَى قَوْله: {عَلِيمًا حَكِيمًا}.
{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثمَّ يرم بِهِ بَرِيئًا} أَي: [مَا رمي بِهِ] الْيَهُودِيّ وَهُوَ مِنْهَا بَرِيء {فَقَدِ احْتَمَلَ بهتانا} كذبا {وإثما مُبينًا} بَينا،
قَالَ الحَسَن: ثُمَّ قَالَ لنَبيه عَلَيْهِ السَّلَام: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} فِيمَا أَرَادوا من النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعْذر عَنْ صَاحبهمْ {وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أنفسهم} أَي: حِين جَاءُوا إِلَيْك لتعذره {وَمَا يضرونك} ينقصونك {من شَيْء}.
قَالَ مُحَمَّد: قِيلَ: إِن الْمَعْنى فِي قَوْله: {أَن يضلوك} أَي: أَن يخطئوك فِي حكمك، وَمَا يضلون إِلَّا أنفسهم، لأَنهم يعْملُونَ عمل الضَّالّين، وَالله يعْصم نبيه من متابعتهم. [آيَة 114]

الصفحة 405