كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

علمكُم الله} قَالَ مُجَاهِدٌ: الْجَوَارِحُ هِيَ مِنَ الطَّيْرِ وَالْكِلَابِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: {مُكَلِّبِينَ} نُصِبَ عَلَى الْحَالِ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ مُكَلِّبٌ وَكَلَّابٌ؛ إِذَا كَانَ صَاحِبَ صَيْدٍ بِالْكِلَابِ؛ الْمَعْنَى: وَأُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ مَا عَلَّمْتُمْ؛ وَهَذَا مِنَ الِاخْتِصَارِ [إِذْ كَانَ فِي الْكَلَامِ مَا] يَدُلُّ عَلَيْهِ.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن الله سريع الْحساب} قَالَ السّديّ: (ل 79) يَعْنِي: كَأَنَّهُ قَدْ جَاءَ الْحِسَابُ.
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} يَعْنِي: ذَبَائِحَهُمْ {وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الْمُحْصنَات هَا هُنَا: الْحَرَائِرُ، وَلَا يَحِلُّ نِكَاحُ إِمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ {إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} يَعْنِي: الصَّدَاقَ إِذَا [سُمِّيَ] لَهَا، وَلَا بَأْسَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهَا إِيَّاهُ.
{مُحْصِنِينَ غير مسافحين} يَعْنِي: نَاكِحِينَ غَيْرَ زَانِينَ {وَلا متخذي أخدان} يَعْنِي: الْخَلِيلَ وَالْخَلِيلَةَ فِي السِّرِّ.
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عمله} قَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا نَزَلَ تَحْلِيلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رِجَالًا قَالُوا: كَيْفَ نَتَزَوَّجُ نِسَاءً عَلَى غَيْرِ دِينِنَا؟ فَأَنْزَلَ الله: {وَمن يكفر بِالْإِيمَان} الْآيَة. سُورَة الْمَائِدَة من الْآيَة (6) فَقَط.

الصفحة 10