كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخذنَا ميثاقهم} أَيْ: كَمَا أَخَذْنَا مِيثَاقَ الْيَهُودِ {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} هِيَ مِثْلُ الْأُولَى.
{فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَة} أَيْ: أَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ {وَالْبَغْضَاءَ} قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي بِهِ: عَامَّتَهُمْ.
قَالَ مُحَمَّد: {أغرينا} حَقِيقَتُهُ فِي اللُّغَةِ: أَلْصَقْنَا، وَتَأْوِيلُ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ؛ أَيْ: صَارُوا فِرَقًا؛ يكفر بَعضهم بَعْضًا.
{يَا أهل الْكتاب قد جَاءَكُم رَسُولنَا} قَالَ قَتَادَةُ: هُوَ مُحَمَّدٌ.
{يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ من الْكتاب} يَعْنِي: مَا حَرَّفُوهُ مِنْهُ {وَأَخْفَوُا الْحَقَّ فِيهِ}.
{وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} مِمَّا كَانَ حُرِّمَ عَلَيْهِمْ؛ أَيْ: يُحِلُّهُ لَهُمْ.
{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نور وَكتاب مُبين} يَعْنِي: الْقُرْآن
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رضوانه سبل السَّلَام} وَالسَّلَامُ هُوَ اللَّهُ؛ كَقَوْلِهِمْ: {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سبلنا}. سُورَة الْمَائِدَة من الْآيَة (18) إِلَى الْآيَة (19).

الصفحة 17