كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} يَعْنِي: التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: الْمُهَيْمِنُ: الْقَاضِي عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الْكُتُبِ.
{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شرعة ومنهاجا} قَالَ قَتَادَةُ: لِلتَّوْرَاةِ شَرِيعَةٌ، وَلِلْإِنْجِيلِ شَرِيعَةٌ، وَلِلْقُرْآنِ شَرِيعَةٌ؛ أَحَلَّ اللَّهُ فِيهَا مَا شَاءَ، وَحَرَّمَ مَا شَاءَ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أمة وَاحِدَة} يَعْنِي: مِلَّةً وَاحِدَةً {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ} ليختبركم {فِيمَا آتَاكُم} فِيمَا أَعْطَاكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
{واحذرهم أَن يفتنوك} أَيْ: يَصُدُّوكَ {عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا} يَعْنِي: الْيَهُودَ، عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذنوبهم} فَيَقْتُلُوهُمْ وَيُجْلِيهِمْ وَتُؤْخَذُ مِنْهَمُ الْجِزْيَةُ بِالصَّغَارِ وَالذُّلِّ.
{وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاس لفاسقون} يَعْنِي: الْيَهُودَ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ.
ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ} وَهُوَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَحكمه.
سُورَة الْمَائِدَة من الْآيَة (51) إِلَى الْآيَة (53).
{يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء} أَيْ: فِي الدِّينِ {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُم} فِي الدِّينِ {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.

الصفحة 32