كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ لِلصَّلَاةِ، قَالَتِ الْيَهُودُ وَالْمُشْرِكُونَ: قَدْ قَامُوا لَا قَامُوا.
وَإِذَا رَكَعُوا وَسَجَدُوا (استهزءوا) بهم وَضَحِكُوا؛
فَقَالَ الله لنَبيه: {قل يَا أهل الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَن أَكْثَرَكُم فَاسِقُونَ}، أَيْ: بِفِسْقِكُمْ نَقَمْتُمْ ذَلِكَ عَلَيْنَا،
ثُمَّ قَالَ: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ من ذَلِك مثوبة} [يَعْنِي: ثَوَابًا] {عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} قَالَ الْحَسَنُ: يَقُولُ: جَعَلَ اللَّهُ ذَلِك مِنْهُم (ل 85) بِمَا عَبَدُوا الطَّاغُوتَ؛ يَعْنِي: الشَّيْطَانَ.
{أُولَئِكَ شَرّ مَكَانا} فِي الْآخِرَةِ {وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل} يَعْنِي: عَنْ قَصْدِ طَرِيقِ الْهُدَى.
قَالَ مُحَمَّد: وَقيل: إِن {عبد الطاغوت} نسقٌ عَلَى قَوْلِهِ: {لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضب عَلَيْهِ}.
سُورَة الْمَائِدَة من الْآيَة (61) إِلَى الْآيَة (64).

الصفحة 35