كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)

لِيَغْفِرَ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ؛ إِنْ آمَنْتُمْ {ويؤخركم إِلَى أجل مُسَمّى} يَعْنِي: إِلَى آجَالِهِمْ بِغَيْرِ عَذَابٍ؛ فَلا يَكُونُ مَوْتُهُمْ بِالْعَذَابِ.
{قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا} أَيْ: لَا يُوحَى إِلَيْكُمْ.
{فَأْتُونَا بسُلْطَان مُبين} بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} بِالنُّبُوَّةِ؛ فَيُوحِي إِلَيْهِ
{وَقد هدَانَا سبلنا} يَعْنُونَ: سُبُلَ الْهُدَى {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذيتمونا} يَعْنُونَ: قَوْلَهُمْ لِلأَنْبِيَاءِ: إِنَّكُمْ سَحَرَةٌ، وَإِنَّكُمْ كاذبون.
{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} وَهَذَا حَيْثُ أَذِنَ اللَّهُ لِلرُّسُلِ فدعوا عَلَيْهِم؛ فَاسْتَجَاب لَهُم
{ولنسكننكم الأَرْض من بعدهمْ} أَيْ: مَنْ بَعْدِ إِهْلاكِهِمْ {ذَلِكَ لمن خَافَ مقَامي} يَعْنِي: الْمَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لِلْحسابِ.
سُورَة إِبْرَاهِيم من الْآيَة (15) إِلَى الْآيَة (20).
{واستفتحوا} يَعْنِي: الرُّسُلَ؛ أَيْ: دَعَوْا عَلَى قَوْمِهِمْ، حِينَ اسْتَيْقَنُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤمنُونَ.
قَالَ محمدٌ: معنى (استفتحوا): سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ؛ أَيْ: يَنْصُرَهُمْ، وَكُلُّ نَصْرٍ هُوَ فَتْحٌ؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ يحيى.

الصفحة 364