كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 2)
{وبرزوا لله جَمِيعًا} يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ {فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} وهم الأتباع {للَّذين استكبروا} 6 وَهُمُ الرُّؤَسَاءُ: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تبعا} لِدُعَائِكُمْ إِيَّانَا إِلَى الشِّرْكِ.
قَالَ محمدٌ: (تبعا) جَمْعُ تَابِعٍ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا سُمِّي بِهِ؛ أَيْ: كُنَّا ذَوِي تَبَعٍ.
{سواءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ محيصٍ} أَيْ: مهربٍ، وَلا مَعْزِلٍ عَنِ الْعَذَاب.
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ} أَيْ: فُصِلَ بَيْنَ الْعِبَادِ؛ فَاسْتَبَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ {إِن الله وَعدكُم وعد الْحق} أَيْ: وَعَدَهُمُ الْجَنَّةَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِدِينِهِ {وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سلطانٍ} أَسْتَرْهِبُكُمْ بِهِ {إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ} 6 بالوسوسة {فاستجبتم لي}.
{مَا أَنا بمصرخكم} بمغيثكم من عَذَاب الله (ل 165} (وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ
الصفحة 366